برامج التدخل المبكر لأطفال التوحد
برنامج التواصل بتبادل الصور PECS لأطفال التوحد
Picture Exchange Communication System

مقدمة عن البرنامج
يعتبر التوحد أكثر الاضطرابات النمائية انتشاراً بين الأطفال في العالم. ويعد ضعف التواصل اللفظي وغير اللفظي أحد سمات هذا الاضطراب، ومن هنا جاءت فكرة إيجاد الطرق البديلة للتواصل لتمكين الأطفال المصابين بالتوحد من التعبير عن احتياجاتهم ورغباتهم. نظام التواصل بتبادل الصور (بيكس). فهو إحدى وسائل التواصل التعويضية و البديلة القابلة للتطبيق في مختلف الأماكن (البيت، المدرسة، المجتمع) ومع جميع الفئات العمرية وبغض النظر عن القدرات الإدراكية والجسدية والتواصلية للفرد.
وقد اعد هذا النظام بوندي فروست (1994 ) نظام التواصل بتبادل الصور يساعد بشكل كبير الأطفال الذين يعانون من صعوبات النطق ومحدودية التواصل وعدم المبادرة بالتواصل وخاصة الأطفال التوحديين الذين يعانون من قصور لغوي .(شقير ,2007)
استندا نظام بيكس إلى مبدأ من أهم مبادئ نظرية تعديل السلوك التحليلية لسكنر وهو الاهتمام بنتائج أو عواقب السلوك الوظيفي حيث يتعلم الطفل من خلال عملية الارتباط الشرطي أن هو البادئ بعملية التواصل بدلا من الاعتماد علي مساعدة الآخرين من الكبار., أيضا الاعتماد علي المعززات المحسوسة في تعزيز الطفل المتوحد أكثر من الاعتماد على المعززات الاجتماعية علي اعتبار ان تأثر الطفل المتوحد بالمعززات المحسوسة أقوى , ولهذا يراعي عند بدء التدريب البدء بالأفعال الوظيفية والتي تمثل في حد ذاتها معززات محسوسة تساهم إلى حد كبير في تشكيل تعلم الطفل. نجد ان الطفل المتوحد يتمتع بذاكرة بصرية قوية مما يعنى ان الاعتماد في تعليمه على الصور يسهل من عملية التعلم والتدعيم الفوري للاستجابة يعزز من تكرار ظهورها وهو ما يقوم عليه الـ PECS بالفعل حيث يحصل الطفل علي ما يرغب فور استخدامه للصورة بشكل صحيح.(العتيبي,التميمي,هوساوي,السرطاوي,العقيل,2010)
فكرة هذا البرنامج :
اكتساب اللغة وخاصة مع أطفال التوحد يستغرق وقت طويل حسب حالة الطفل خصوصا في الحالات الشديدة ، وخلال هذه الفترة لا يستخدم الطفل سوى سحب يد الآخرين أو الإشارة للتعبير عن رغباته أو يأخذ حاجته بنفسه . فدعت الضرورة إلي استحداث برنامج لدعم التواصل و التعبير عن رغبات واحتياجات الطفل وذلك خلال تدريبه على التواصل بالصور ، وتدريجياً يقل استخدام الصورة ويحل محلها الكلمات والجمل حسب التطور . حيث أن استخدام الصور في التعبير يسهل على الطفل التوحدي اختيار الكلمات المناسبة في الجملة ، كما يسهل عليه معرفة وترتيب كلمات الجملة طبقاً للقواعد النحوية.

مراحل برنامج بيكس (التواصل عن طريق تبادل الصور)• المرحلة الاولىيعطي الطفل 30 يوما لطلب الشيء الذي يتدرب على طلبة. ( الشامي, 2004)
• الهدف الأساسي
رفع الطفل لصورة المحببة لدية بمجرد رؤيتها ووضعها في يد المدرب ( على الاقل 20 صورة)
يراعى فيه:
-. اسلوب التعزيز والتدعيم                                                         -. المساعدة والاقلال منها تدريجيا
-. التذكير خلال الفرص المتاحة فى اليوم مع مراعاة الاقلال منها  تدريجيا
• المرحلة الثانيةذهاب الطفل الى ملف التواصل ونزع الصورة المحببة لدية
• الهدف الأساسي1. زيادة المسافة بين المدرب والطفل                                2. زيادة المسافة تدريجيا بين الطفل والصورة
3. زيادة عدد الاشياء المفضلة للطفل
يراعى فيها :-
-. مساعدة الطفل للمدرب في اكمال ملف التواصل             -. التدريب على المسح البصرى للبحث عن الشيء المضل
-. عدم رفض أي شيء يطلبه الطفل طالما احضره بنفسة
• المرحلة الثالثةاختيار الطفل للصورة المحببة لدية من وسط مجموعة صور
• الهدف الأساسي
1. زيادة الانتباه                                            2. محتوى الصورة ومعناها .                              
3. التميز بين محتوى الصورة وغيرها                  4. الاختيار بين ما يرغبه ومالا يرغبه .
يراعى فيها
-. مراجعة قائمة الاشياء المحببة للطفل                                     -. عدم التسرع في استخراج الاستجابات
-. الانتقال التدريجي بين الصور ورموزها                                -. حمل ملف التواصل فى امكن يذهب الية الطفل
-. فهم معنى الصورة حتى وان كانت غير ملونة
• المرحلة الرابعة
عمل جملة من الصور تبدء ب (اريد.............) من وسط صور. ( 20-50 صورة)
• الهدف الأساسي1. طلب الطفل للأشياء المفضلة حتى وان كانت خارج نطاق الرؤية
2. التقاط لفظ اريد ووضعة على شريط الجمل بملف التواصل
3. التوجه بالجملة الى المدرب
يراعى فيها
-. تعليم الطفل وصف ما يطلبه
-. تكرار الكلمات الخاصة بالجمل التي تدرب عليها الطفل
-. تعزيز الطفل في كل محاولة
• المرحلة الخامسة
طلب اكثر من شيء بشكل تلقائي والاجابة عن سؤال (ماذا تريد)
• الهدف الأساسي
1. اجابة الطفل عن سؤال ماذا تريد                                   2. اتقان الطفل لجملة ( اريد .........)
3. التدرج في وضع رمز ماذا تريد ثم اريد                           4. التدريب حتى الاتقان
5. تعميم المرحلة مه الاخرين غير المدرب والاهل
يراعى فيها
-. تنمية مهارات الدقيقة لزيادة الانتباه والثقة بالنفس
-. عدم التسرع في استخراج الاستجابات
-. تعميم المرحلة مع الاخرين
-. الاقلال من المساعدة حتى تختفى نهائيا
• المرحلة السادسة
الاجابة على الاسئلة تلقائيا
1. الهدف الأساسي
2. الاجابة عن اسئلة (ماذا تريد-ماذا ترى-ما عندك)
3. التواصل مع الاخرين دون وسيط( الهدف الأساسي من البرنامج)
مثل: أريد كرة حمراء، أريد سيارة كبيرة.
يتميز نظام التواصل بتبادل الصور على غيره من طرق التواصل بالمميزات التالية:1- كل تواصل يتم في هذا النظام يكون مقصود بشكل واضح ويمكن فهمه بسهولة، فعندما يقدم الطفل الصورة أو لوحة الجمل فإن الطلب سرعان ما يتحدد، ولهذا فإن هذا النظام يوفر للطفل طريق فعالة من أجل تمكينه من تلبية احتياجاته بسرعة.
2-  الطفل هو من يبدأ التواصل، وهنا لا يتم تدريب الأطفال من خلال استجابتهم المتكررة لعبارات أو تعليمات محددة، بل يتم تشجيعهم لكي يتفاعلوا بطريقة طبيعية وبشكل مستقل مع الشريك.
3- التواصل في هذا النظام ذو مغزى ويحفز الطفل إلى حد كبير وتعزيز التواصل هذا يعتبر أمر طبيعي ويكافئ بشكل قوي.
4- المواد التي يطلبها نظام التواصل بتبادل الصور رخيصة ومن السهل تجهيزها ويمكن أن تكون رسوم هذا النظام بسيطة لدرجة رسمها باليد.
تجدر الإشارة إلى هنا إلى أن عملية التواصل بتبادل الصور يجب أن لا تقتصر على مكان واحد كالمدرسة مثلاً، بل يجب أن تتاح الصور للطفل أينما تواجد في المدرسة، في الباص، في المنزل، في منزل أصدقاؤه وفي المجتمع الخارجي، وبالطبع يمكننا هنا استخدام كتاب أصغر وأقل تحديداً من حيث الموضوعات التي يحتويها في المنزل من ذلك الكتاب الموجود في المدرسة (Schwartz, 1992).
مؤيدون بيكس PECSجاء برنامج تبادل الصور PECS  ليمنح الطفل التوحدي فرصة التوصل بالصور داخل سياق اجتماعي يكون الطفل فيه ايجابياً ومبادراً فى عملية التواصل ، حيث يتعلم الطفل التعرف على صورة الشيء الذي يرغبه ويأخذها ويقوم بإعطائها للمعالج أو القائمين على رعايته في مقابل أن يأخذ هذا الشيء الحقيقي في يده وعندما يقوم الطفل بفعل ذلك فإنه يبدأ في تطوير الاتصال بالآخرين . الطفل التوحدي لا يميل إلى المعززات المعنوية ( المدح ، التقبيل ) بل يفضل الماديات المحسوسة ، بمعنى أن تكون مادة التدريب (الصور) للمعززات من المأكولات والمشروبات أولاً ثم الألعاب ثم الأشياء المحيطة.
لذلك فإن نظام الـPECS  يأتي بنتيجة سريعة مع الطفل التوحدي لأنه يحصل على شيء مادي أو ملموس وفوري في مقابل تقديم الصور .

معارضون بيكس PECS
يرى البعض أن نظام PECS  يقلل أو يحد من إمكانية تعلم اللغة ونطق الأصوات والكلمات ويحصر الطفل على تبادل الصور فقط . وآخرين قالوا أن طريقة PECS تعتمد على استغلال نقاط القوة في فهم المعلومات البصرية واستشهدوا أن يوجد أطفال قدراتهم على التمييز والإدراك البصري ضعيفة . أدعى البعض ان برنامج بيكس يعلم الطفل الإشارة .
الرؤي العملية :من خلال عمل  كل من بوندي وفروست مع 66 طفل توحديا لا يتكلمون في مرحلة ما قبل المدرسة وخلال سنة واحدة
من التدريب على نظام التواصل بيكس .
كانت النتائج كما يلي :
10% تعلموا الكلام واستخدموه للتواصل مع الآخرين .
25% استخدموا وسيلتين للتواصل : نظام بيكس والكلام .
65% لم يتعلموا الكلام بل ظلوا معتمدين على الصور للتواصل
 وفي خلال سنتين من التدريب كانت النتيجة كما يلي :
59%أصبحوا يتواصلون مع الآخرين من خلال الكلام فقط .
30%أصبحوا يتواصلون مع الآخرين من خلال الكلام والصور .
11%أصبحوا يتواصلون مع الآخرين من خلال الصور فقط .
ويشير كل من بوندي وفروست (Frost&Bondy,1994) الي أن الطفل الذي لدية استعداد لنطق الكلام يتعلم ان يتكلم عندما يتمكن من استخدام 30-100صورة للتواصل, بحيث يستخدمها بشكل مستمر وتلقائي للتعبير عن رغباته .(الشامي,2004, ص225)